منذ وقف إطلاق النار بدأ الجيش اللبناني يعمد إلى بسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية فبموازاة بدء انتشاره في الجنوب عمد الجيش على تسلّم مركزَي السلطان يعقوب – البقاع الغربي وحشمش بين بلدتَي قوسايا ودير الغزال – البقاع الأوسط التابعَين سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة, كما تسلم معسكر حلوة - راشيا التابع سابقًا لتنظيم فتح الانتفاضة, وصادر كميات من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة عسكرية, وفق ما اعلنت قيادة الجيش مديرية التوجية التي قالت ان "الجيش يتابع تسلُّم مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية, ضمن إطار حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة في مختلف المناطق". واذ رُفع العلم اللبناني وعلم الجيش فوق هذه المواقع المستعادة الى حضن الشرعية, أفادت معلومات صحافية, بأنّ مخابرات الجيش أوقفت ٦ أشخاص وصادرت أسلحة في إطار المداهمات التي قامت بها على ٣ مخيّمات فلسطينيّة في البقاع وهي ستواصل مداهماتها في إطار تنفيذ القرار ١٧٠١ بأطره كافّةً.
وفي السياق, قال النائب ميشال ضاهر "حسنًا فعل الجيش اللبناني بتسلُّم مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية, ضمن إطار حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة في مختلف المناطق.
إن ما يقوم به الجيش من انهاء للسلاح المتفلت هو ما انتظره اللبنانيون طويلاً وهو ما يبعث الامل لمستقبل مزدهر, فالجيش هو الضمانة للامن والاستقرار وحماية البلد والمواطنين.
نهنئ قيادةالجيش وندعمها لكي تضع حداً لكافة السلاح المتفلت في كافة المناطق اللبنانية."
بدوره, بارك المنسق العام لتيار "المستقبل" في البقاع الأوسط سعيد ياسين للشعب اللبناني عامّة, وأهالي البقاعين الأوسط والغربي خاصّة تفكيك معسكرات ميليشيات نظام الأسد البائد في حلوى والسلطان يعقوب وكفرزبد وقوسايا وبرالياس.وقال ياسين: "على أمل أن يكمل الجيش اللبناني تفكيك كامل الميليشيات التي تهدّد الأمن من سرايا المقاومة والعصابات المسلّحة كافّة أياً كانت تسميتها وصولاً لحصر السلاح بيد الدولة تطبيقاً للقرار الأممي ١٧٠١."
وفي وقت يفترض ان يتوسع الجيش في حركته "السيادية" هذه نحو الجنوب, تستمر الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار. وفي آخر المستجدات الميدانية, قامت القوات الاسرائيلية بأعمال تجريف وهدم جديدة في بلدة الناقورة, حيث اقامت حاجزا عسكريا ثابتا مكان نقطة الجيش اللبناني قرب ميناء الصيادين في الناقورة. وجرفت جرافات اسرائيلية ظهرا عددا من بساتين الليمون في بلدة الناقورة قرب المقر الرئيسي لقوات اليونيفيل.
رئاسيا, وبينما القراءات مستمرة في قرار الحزب الاشتراكي اعلان دعمه لقائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية, وقد رأى فيها البعض احراجا للقوات اللبنانية والمعارضة والبعض الآخر "باس" لرئيس مجلس النواب نبيه بري ليفاتح حزب الله في ترشيح عون, التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو. وتم البحث في المستجدات والمتغيرات الحاصلة في المنطقة وتأثيرها على لبنان وكيفية مواكبتها, بالإضافة الى حيثيات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية ذات الصلة. وكانت الانتخابات الرئاسية وجلسة التاسع من كانون الثاني المقبل أيضاً على جدول البحث, إلى جانب الاتصالات والمشاورات الدائرة حولها على أكثر من صعيد. وقد شدد جعجع على ضرورة انتخاب رئيس قادر على نقل اللبنانيين من حالة الدولة العميقة القديمة إلى الدولة السيَدة والعصرية, رئيس ذي شخصية رجل دولة قادر أن يحمل برنامجا إصلاحيا ولديه القدرة على تطبيقه, لأنه أحيانًا كثيرة تكون شخصية الرئيس ومواصفاته هي في أساس البرنامج.
وعلى الضفة ذاتها, إستقبل الرئيس بري في عين التينة النائب فؤاد مخزومي الذي قال بعد اللقاء "هنأنا الرئيس بري على العمل الجبار الذي أنجزه وهو وقف الحرب, فاليوم أصبحنا بمرحلة جديدة تتطلب أن نبني البلد مع بعضنا البعض ونقفل ملف الماضي ونجرب كيف نمد أيدينا لبعضنا للسير قدماً الى الأمام, وذلك يستوجب منا جميعاً النزول في 9 كانون الثاني لإنتخاب رئيس للجمهورية, كما قال الرئيس بري يجب أن يكون الرئيس جامعاً يحظى بأكبر عدد من الاصوات , وإن شاء الله كل المجلس النيابي يصوت لصالح هذا الشخص لأننا يجب أن نبني المرحلة القادمة ونقدم فيها صورة للعالم بأننا جميعا يداً واحدة".
من جهته, دعا النائب وائل أبو فاعور إلى "إنجاز الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المحددة في التاسع من كانون الثاني المقبل", مشددا على "أهمية تغليب المصلحة الوطنية وانطلاق عمل المؤسسات لإجراء المعالجات التي من شأنها إطلاق العجلة الإقتصادية وإنجاز الاستحقاقات التي تعيد انتظام العمل وتعيد بناء الثقة".
ليس بعيدا, يتوجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط يرافقه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى, على رأس وفد غدا الى سوريا, للقاء قائد "إدارة العمليات العسكرية" في سوريا أحمد الشرع, في زيارة ستطوي عقودا من الصراع الساخن والبارد بين جنبلاط والنظام السابق الذي اغتال والده كمال جنبلاط. وجنبلاط الذي سيطرح خطوات لاصلاح العلاقات اللبنانية – السورية, اول سياسي يزور دمشق ويلتقي الشرع, بعد رحيل حكم آل الاسد.
الى ذلك, وعشية اعتصام سينفّذه ذوو الموقوفين الاسلاميين غدا للمطالبة باطلاق أبنائهم, استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى, أهالي الموقوفين الإسلاميين وغيرهم من مختلف المناطق اللبنانية. واستمع دريان من الأهالي الى "معاناة أولادهم في السجون", مطالبين دريان بـ "السعي مع المسؤولين الى الإسراع في أن يكون عفوا شاملا لكل السجناء دون استثناء وبخاصة الإسلاميين". وقال "قضية الموقوفين الإسلاميين أخلاقية وإنسانية محقة, تابعناها ونتابعها باستمرار مع المعنيين للوصول الى حسن الخاتمة وإغلاق هذا الملف, وندعو الى اصدار قانون العفو العام الشامل دون استثناءات وان ننهي هذا الملف فورا, وطي صفحة الماضي مع قناعتنا بان أغلبية الموقوفين الإسلاميين الموجودين في السجون لديهم مظلومية, بتهم اطلقوا عليها العديد من المسميات". أضاف "دار الفتوى تتعاطى مع هذا الملف بروح المسؤولية الوطنية والقدرة على التواصل مع المسؤولين لإنهاء قضية العفو العام الشامل التي استمرت لسنوات طويلة".
أما امنياً, انشغل اليوم الرأي العام اللبناني بقضية دهس الدراج في بيروت, حيث دهست سيارة أحد عناصر قوى الأمن الداخلي عمداً وتبين أن الفاعل هو "خليل سبليني", من أصحاب السوابق, وتم توقيفه.
امّا حالة العسكري فهي مستقرة, لكنه يعاني من كسر في الحوض ويخضع للعلاج في طوارئ الجامعة الأميركية, ويشار إلى أن محافظ بيروت القاضي مروان عبود قد زار الدركي دراج واطلع على وضعه الصحي آملاً الشفاء له.
وفوراً, اتصل ميقاتي بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان, وإطلع منه على ملابسات عملية دهس الدراج في قوى الأمن الداخلي جورج أبو جودة, وإطمأن منه إلى سلامته, وهنّأه على سرعة متابعة الموضوع والقبض على الجاني.